languageFrançais

الحلاوي: التغيرات المناخية تستوجب مراجعة المنظومة الاقتصادية في تونس

تحدّث الدكتور زهير الحلاوي الأستاذ الجامعي بجامعة تونس والباحث في علوم المناخ في برنامج ''ميدي شو'' اليوم الاثنين 24 جوان 2024 عن تأثير التغيرات المناخية على مستوى العالم وتونس وأسباب درجات الحرارة العالية التي تمرّ بها بلادنا في هذه الفترة تجاوزت المعدلات العادية.

وأكّد أن تونس تكتوي بموجات الحرارة الشديدة والتغيرات المناخية رغم أنها غير مسؤولة عن ذلك ومساهمتها في التلوث ضئيلة جدا، مشيرا إلى أن المناخ المتوسطي يتميز بفصلين هامين هما الشتاء والصيف الذي يكون عادة حارّا وجافّا.

وقال زهير الحلاوي إنه تمّ في السنوات السابقة تسجيل موجات حرّ متفاوتة من سنة الى أخرى لكن الملاحظ مؤخرا أن عدد موجات الحرّ ارتفع وامتدادها الزمني أصبح يتجاوز الأسبوع وأيضا الامتداد المجالي الذي أصبح بدوره أكثر اتساعا من السابق. 

وبيّن أن النظام العادي للمناخ المتوسطي أصبح يتميّز بنزعة نحو الإحترار سببه ما يعرف بالتغيرات المناخية، لافتا إلى أنه في بلدان أخرى تأخذ مظاهر أخرى لكن في الحوض المتوسطي تتميز بارتفاع الحرارة واضطراب في نظام الامطار وهذا يؤثر على السكان والكائنات الحية والمجال البيئي ككلّ.

وكشف زهير الحلاوي أنه وحسب آخر الدراسات التي قامت بها الهيئة الأممية المختصة في دراسة المناخ فان التغير المناخي ناجم عن النشاط البشري من خلال زيادة افرازات الغازات الدفيئة في الجو، وهذا ما تسبب في ارتفاع درجات الحرارة التي ستؤثر على الحياة من كل نواحيها وتتسبّب في نقص المياه جرّاء ارتفاع نسبة تبخر الماء.

وأوضح أن ارتفاع درجات الحرارة تتسبب أيضا في ذوبان الثلوج على قمم الجبال فتتجه السيول الى البحر عندها يرتفع مستوى سطح البحر ويكون عاملا في اختفاء مدن كاملة ستغمرها المياه.

وفي سؤاله عن الحلول، كشف ضيف "ميدي شو" أن ذلك يكون عبر التخفيف من افرازات الغازات الدفيئة وهذا أمر لا يعني تونس لأنها تنتج 0.07% مقارنة بدول أخرى تنتج حوالي 30% ىلكن يجب أن تطبق هذا التمشي لمسايرة التعهدات الدولية.

كما اقترح التأقلم مع حالة المناخ المستقبلية منذ الآن من خلال السيطرة على الماء والطاقة والموارد المائية، مبينا أن نصيب الفرد من الماء حسب الأرقام العالمية تثبت أن الانسان العادي يحتاج ألف متر مكعب من الماء سنويا وفي حال تحصّل على أقل من 500 متر مكعب فان ذلك يعني دخوله في الفقر المائي.

واستدرك "في تونس حاليا نصيب الفرد أقل من 400 مما يعني أننا نعيش فقرا مائيا وحسب التوقعات والدراسات سيتراجع نصيب الفرد في حدود سنة 2050 الى اقل من 300 متر مكعب ".

وشدد زهير الحلاوي على ضرورة مراجعة المنظومة الاقتصادية التونسية والاخذ بعين الاعتبار التغيرات المناخية وأن يكون أيّ مشروع اقتصادي أو تعمير او بناء مراعيا الوضعية الحالية الآن ولسنة 2050، مذكرا بدراسة قام بها المعهد الوطني للرصد الجوي في 2015 توقع من خلالها أن درجات الحرارة سترتفع بشكل واضح بشكل متفاوت بين المناطق حسب سيناريوهات عديدة.

وقال "حسب السناريو الأكثر تفاؤلا في حال نجح العالم في التعامل مع المكابح حينها سترتفع الحرارة بدرجة أو درجة ونصف أما السيناريو الأكثر تشاؤما فان الحرارة سترتفع بأكثر من 4 درجات وهناك ستحصل الكارثة" وفق تعبيره.